الرياضة ودورها :
وجدت الأبحاث أن نسبة الوفيات أكثر عند مرضى الكلى الذين لا يمارسون الرياضة منوهين بذلك على وجود أثر إيجابي للرياضة على مرض الكلى المزمن باختلاف مراحله، غير أن مرض الكلى المزمن مرتبط بأمراض مزمنة أخرى تؤدي إلى انخفاض استهلاك الأوكسجين في الجسم وضمور العضلات وتتأثر إيجابيا بالنشاط البدني كالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والتي تعد السبب الأول للوفاة عند مرضى الكلى.
—------------------------------------------------------------------------
—----------------------------------------
فوائد التمارين الرياضية
التمارين الهوائية كالمشي والجري تستهدف العضلات الكبيرة وتزيد استهلاك الأوكسجين، وتزيد الرياضة الهوائية على المدى الطويل من السعة القصوى للأوكسجين وهي مقياس لياقة تعكس الحد الأقصى لكمية الأوكسجين التي يمكن للجسم امتصاصها واستخدامها أثناء الجهد بينما تخفض مقاومة الأوعية الدموية خاصة على المدى البعيد من خلال تحفيز إشارات أكسيد النيتريك في الأوعية الدموية، أثناء التمرين الهوائي يزيد معدل نبضات القلب حسب لياقة الشخص لإيصال كمية كافية من الدم للعضلات الحركية، ولكن لا يصاحب ذلك ارتفاع في ضغط الدم، بل وأن معدل نبضات القلب أثناء الراحة يقل مع الوقت بسبب حدوث تغيرات في البطين مما يجعل القلب أكثر قوة. بالتالي التمارين الهوائية هي التمارين المنشودة للباحثين عن صحة القلب والأوعية الدموية.
تمارين القوة باستخدام الأوزان الحرة، أو آلات الوزن، أو أشرطة المقاومة تزيد معدل ضربات القلب كما تزيد مقاومة الأوعية الدموية الطرفية وبالتالي فإن ضغط الدم يرتفع أثناء التمرين، تمارين القوة تساعد على تضخم الألياف العضلية وتقوية العضلات وتقلل من العبء على العظام على المدى البعيد.
التمارين المدمجة مثل تسلق الجبال تجمع فوائد التمارين الهوائية وتمارين القوة.
—--------------------------------------------
—------------------------------------------------------------------------------
توصيات الخبراء
لأهمية الرياضة لمرضى الكلى، يرى الباحثون أن أي وقت يكون مناسب للرياضة وأن المرضى يفضلون الرياضة في غير أيام الغسيل الكلوي مع أن الدراسات وجدت أن الرياضة ممكنة أثناء جلسات الغسيل، بل أن بعض المراكز البحثية المتقدمة أرفقت دراجات لمرضى الغسيل أثناء الجلسات إذا شعروا بالرغبة في التمرين لانشغالهم في أوقات أخرى.
يوصي الأخصاء بجلسات إحماء لمدة 5-10 دقائق قبل جلسة التمارين وإن أمكن بعدها.
يوصي الباحثون بممارسة التمارين الهوائية منخفضة الشدة على الأقل ثلاث مرات أسبوعيًا لجميع المرضى القادرين على القيام بذلك والتدرج بعد ذلك على مدى عدة أسابيع إلى تمارين متوسطة الشدة عند الاستطاعة.
يوصى مرضى الكلى بالخضوع لجلسات تمارين هوائية منخفضة الشدة استنادا على مقياس بورغ للجهد البدني المعتمد على قياس نبضات القلب ابتداء من ١٠-٢٠ دقيقة في الجلسة والتدرج خلال الأسابيع لمدة أطول وشدة أعلى مع الحرص ألا يجهد المريض نفسه وأن يتوقف إذا كان هناك إحساس بالألم أو إذا زاد عدد نبضات القلب عن ١٥٠ خاصة في الأسابيع الأولى من بدء برنامج رياضي.
مقياس بورغ للجهد البدني المقدر
الوصف
معدل نبضات القلب
الدرجة
٦٠
٦
شديد الخفة
٧٠
٧
٨٠
٨
خفيف جدا
٩٠
٩
١٠٠
١٠
خفيف نوعا ما
١١٠
١١
١٢٠
١٢
صعب نوعا ما
١٣٠
١٣
١٤٠
١٤
صعب
١٥٠
١٥
١٦٠
١٦
صعب جدا
١٧٠
١٧
١٨٠
١٨
شديد الصعوبة
١٩٠
١٩
٢٠٠
٢٠
يعاني مرضى الكلى من ضعف العضلات وصعوبة الحركة مقارنة بالأصحاء في نفس الفئة العمرية لأثر مرض الكلى على امتصاص فيتامين د وتنشيطه للغدة الجار درقية والتي تؤثر بدورها على كثافة العظام، لذلك فإن مرضى الكلى يحتاجون لتقوية العضلات باتباع برنامج رياضي يشمل تمارين قوة خفيفة إلى متوسطة الشدة تدريجيا.
أثناء تمارين القوة، يوصى بالبدء بأثقال خفيفة والتقدم تدريجيا حسب التحمل لتجنب إصابات الأوتار والتي تزيد احتماليتها مع تقدم العمر، وإذا انضم المريض لنادي رياضي فلا يقارن المريض بمن في نفس فئته العمرية، بل يبدأ بأثقال أقل ويتدرج لأثقال أعلى خلال عدة أسابيع.
ينبغي تمرين جميع المجموعات العضلية الرئيسية في كل جلسة ولا يوجد مبرر علمي للتركيز على مجموعة واحدة فقط كل جلسة، ولكن لا يمنع ذلك من التركيز على مجموعة واحدة إذا كان المريض يعاني من ضعف أكبر في مجموعة عضلية معينة فيمكن زيادة وقت المشي لمن يواجه صعوبة في صعود الدرج.
تشير الأدلة المتاحة إلى أن الرياضة مفيدة لجميع مرضى الكلى سواء كانوا يتلقون غسيل كلا أم لا.
لا يمنع الغسيل البروتوني من القيام بالنشاط الرياضي الهوائي وكذلك تمارين القوة، بل أن الأخصائيون يرون أنه يفضل ممارسة الرياضة بدون تصريف السائل لاستغلال الوقت وأنه لا حاجة لتصريف السائل إلا إذا كان المريض غير مرتاح بوجود السائل، ولكن على المريض تجنب مناورة فالسافا التي تزيد من ضغط البطن.
على مرضى غسيل الكلى الذين لديهم أجهزة وصول دائمة للأوعية الدموية في الذراع عدم الامتناع عن تمرين أطرافهم العلوية خوفًا من الإضرار بالأجهزة، بل يجب تشجيعهم على تمرين كل أطرافهم طالما لا يتم تحميل الوزن مباشرة على جهاز الوصول نفسه
—---------------------------------------------------------------------
—------------------------------------------------------------------
قبل البدء بالتمرين
يجب تقييم المرضى بحثًا عن أعراض تشير إلى الإصابة بأمراض القلب لتحديد عوامل الخطر القلبية لتوصية برنامج تمرين مناسب، يوصي بعض الأطباء بعمل تخطيط قلب أو اختبار جهد قبل بدء برنامج رياضي خاصة للمرضى المصابين بأمراض مزمنة أخرى.
يعاني بعض مرضى الكلى من أنيميا فقر الدم نتيجة انخفاض إنتاج هرمون الإرثروبوئيتين مما يجعلهم عرضة لزيادة نبضات القلب أو الإجهاد، يفضل أن يبدأ المريض بتمارين خفيفة بحيث أن نبضات القلب تساوي ٥٠٪ من نبضات القلب المستهدفة والتدرج بعد ذلك لتمارين أقوى وألا تتعدى نبضات القلب الحد الأقصى للفئة العمرية كما موضح أدناه حسب توصيات جمعية القلب الأمريكية.
الفئة العمرية
معدل نبضات القلب المستهدف ٥٠٪-٨٥٪
الحد الأقصى لنبضات القلب
٢٠ سنة
١٠٠-١٧٠
٢٠٠
٣٠ سنة
٩٥-١٦٢
١٩٠
٣٥ سنة
٩٣-١٥٧
١٨٥
٤٠ سنة
٩٠-١٥٣
١٨٠
٤٥ سنة
٨٨-١٤٩
١٧٥
٥٠ سنة
٨٥-١٤٥
١٧٠
٥٥ سنة
٨٣-١٤٠
١٦٥
٦٠ سنة
٨٠-١٦٣
١٦٠
٦٥ سنة
٧٨-١٣٢
١٥٥
٧٠ سنة
٧٥-١٢٨
١٥٠
مرضى الكلى معرضين للإصابة بكسور بنسبة أكثر نتيجة الحوادث نتيجة لفرط نشاط جارات الدرق الثانوي، لذلك يجب التأكد من البيئة والمعدات وارتداء الأحذية المناسبة.
إذا كان المريض مصاب بسكري فيجب قياس سكر الدم قبل القيام بالجلسات الرياضية وتجنب الرياضة إذا كان مستوى السكر عالي أو منخفض لأن الإجهاد قد يؤدي إلى زيادة ارتفاعه أو انخفاضه خاصة للمرضى الذين يستخدمون إنسولين.
على مرضى السكري الخضوع لفحص شبكية سنوي والتركيز على التمارين خفيفة أو متوسطة القوة، ليس فقط لأن السكري مرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية، بل لـأن تمارين القوة الشديدة قد تحدث ضغط على شبكية المرضى المصابين باعتلال الشبكية التكاثري، ويجب التنويه على أن الرياضة تحسن من استجابة الجسم للإنسولين وعلى المدى البعيد قد تساعد في التحكم بمستوى السكر بشكل أفضل والوقاية من أمراض الشبكية ومضاعفات السكري الأخرى.
—-----------------------------------------------------------------------------------------------------
المصادر
Painter P, Carlson L, Carey S, et al. Physical functioning and health-related quality-of-life changes with exercise training in hemodialysis patients. Am J Kidney Dis 2000; 35 (3): 482–92. DOI: 10.1016/s0272-6386(00)70202-2
Johansen KL. Exercise and Chronic Kidney Disease. Sports Med. 2005 Jun 1;35(6):485–99. DOI: 10.2165/00007256-200535060-00003
www.heart.org. Target Heart Rates Chart. Available from: https://www.heart.org/en/healthy-living/fitness/fitness-basics/target-heart-rates